19 نيسان, 2024
Login  | 
 
You are here :: Q&A21
 هل يمكن ان يهلك المؤمن الحقيقي؟ 2 Minimize
الخلاص وصدق الله

يقول الوحي المقدس لتأكيد نوال المؤمن حياة ابدية لن تنزع منه ان الامر متعلق بالدرجة الاولى في صدق الله. فالذين لا يؤمنون بثبات مركز المؤمن كمخلص هم كمن يتهم الله له المجد بالكذب. وحاشا له ان يكون هكذا لان "ليس الله انسانا فيكذب. ولا ابن انسان فيندم. هل يقول ولا يفعل. او يتكلم ولا يفي؟" عد23: 19. وان كنا كبشر نصدق الاشخاص الذين نثق بهم مهما قالوا لنا، فكم بالاولى يجب ان نصدق الله "ان كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله اعظم لان هذه هي شهادة الله التي قد شهد بها عن ابنه. من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله فقد جعله كاذبا لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. وهذه هي الشهادة ان الله اعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" 1يو5: 9-12. فالحياة الابدية وليست الوقتية هي التي اعطانا اياها الله الصادق على اساس الايمان بابنه. والوحي المقدس يؤكد ان "...هبات الله ودعوته هي بلا ندامة" رو11: 29. وفي رسالته الى تيطس يقول الرسول بولس "...لاجل ايمان مختاري الله ومعرفة الحق الذي هو حسب التقوى، على رجاء الحياة الابدية التي وعد بها الله المنزه عن الكذب قبل الازمنة الازلية" تي1: 1و2. والرسول يعقوب يقول عن هذه الحقيقة "لا تضلوا يا اخوتي الاحباء. كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند ابي الانوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران..." يع1: 16و17. فحاشا لله ان يغير ما قد خرج من فمه المبارك.

ولكن ربما قائل يقول ان المشكلة ليست في الله بل في المؤمن نفسه. فماذا لو كان المؤمن غير امين في حياته بعدما نال الخلاص، هل يبقيه الله في دائرة الحياة الابدية ام ينزع منه خلاصه؟ يقول الكتاب عن هذا "فماذا ان كان قوم لم يكونوا امناء. أفلعل عدم امانتهم يبطل امانة الله؟ حاشا. بل ليكن الله صادقا وكل انسان كاذبا..." رو3: 3و4 "ان كنا غير امناء فهو يبقى امينا لن يقدر ان ينكر نفسه" 2تي2: 13. ولكن الا تشجع مثل هذه الآيات المؤمن لكي يعيش في الخطية كما يحلو له لانه يعرف ان الله لن ينزع منه خلاصه؟ الجواب هو لا بالتأكيد. فالمؤمن الحقيقي المولود من روح الله، وان كان غير معصوم عن الخطأ، ولكنه لا يمكن ان يعيش في الخطية بملء ارادته لاننا "نعلم ان كل من ولد من الله لا يخطىء. بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه" 1يو5: 18 "كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لان زرعه يثبت فيه ولا يستطيع ان يخطىء لانه مولود من الله. بهذا اولاد الله ظاهرون واولاد ابليس..." 1يو3: 9و10. فمن يستغل امانة الله ليعيش في الخطية هو مجرد مدع وليس مؤمنا حقيقيا ومصيره الهلاك الابدي كواحد من اولاد ابليس.

الشفاعة والتأديب

اما بالنسبة للمؤمن الحقيقي الذي يخطىء بسبب من تجربة او ضعف او اي سبب آخر، فان هناك معاملات الهية تجري معه لمعالجته تتركز في ناحيتين: اولا، شفاعة المسيح فيه امام وجه الله الاب، في الوقت الذي يعمل الروح القدس في المؤمن موبخا ومحفزا له للاعتراف بخطيته "يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا. وان اخطأ احد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا..." 1يو1: 1و2 "ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم" 1يو1: 9. فالرسول بطرس الذي انكر المسيح لم يهلك، وذلك بسبب شفاعة المسيح فيه لانه كان مؤمنا حقيقيا. فقد سبق للرب ان قال له قبل الصليب "...سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة. ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك. وانت متى رجعت ثبت اخوتك" لو22: 31و32. فالمسيح الذي يعرف المؤمنين الحقيقيين يشفع فيهم مهما كان ايمانهم ضعيفا ومهما نتج من افعال او اقوال نتيجة ضعف الايمان "فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم" عب 7: 25 "يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة ويحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين" 2بط2: 9. اما اذا استمر المؤمن الحقيقي في ممارسة خطية معينة دون الاعتراف بها والتوبة عنها، فانه يعرض نفسه للتأديب الالهي كونه واحدا من اولاد الله. وهذه هي الناحية الثانية للتعامل الالهي مع المؤمن الحقيقي الذي يخطىء. فالتأديب وسيلة من وسائل نعمة الله التي يستعملها لجعل المؤمنين الحقيقيين يشتركون في قداسته، كمن هم ابناء الله ويسكن فيهم الروح القدس. وطالما بقي المؤمن مصرا على التمسك بخطية معينة، فان التأديب الالهي له يتدرج في شدته حتى الى الموت اذا لزم، ولكن ليس الى الهلاك مجددا "من اجل ذلك فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون. لاننا لو كنا حكمنا على انفسنا لما حكم علينا. ولكن اذ قد حكم علينا نؤدب من الرب لكي لا ندان مع العالم" 1كو11: 30-32 "لان الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله" عب12: 6 "طوبى للرجل الذي تؤدبه يا رب وتعلمه من شريعتك ...لان الرب لا يرفض شعبه ولا يترك ميراثه" مز94: 12و14 "لا اموت بل احيا واحدث باعمال الرب. تأديبا ادبني الرب والى الموت (اي الهلاك) لم يسلمني" مز118: 18. وما اوضح ما قاله الله في العهد القديم عن تأديب المؤمنين وثبات مركزهم كمن صاروا خاصة المسيح "واجعل الى الابد نسله وكرسيه مثل ايام السموات. ان ترك بنوه شريعتي ولم يسلكوا باحكامي، ان نقضوا فرائضي ولم يحفظوا وصاياي، افتقد بعصا معصيتهم وبضربات اثمهم. اما رحمتي فلا انزعها عنه ولا اكذب من جهة امانتي. لا انقض عهدي ولا اغير ما خرج من شفتي. مرة حلفت بقدسي اني لا اكذب لداود. نسله الى الدهر يكون وكرسيه كالشمس امامي. مثل القمر يثبت الى الدهر. والشاهد في السماء امين" مز89: 29-37. فمن هذا كله نتعلم ان صدق الله وامانته ومعاملاته التأديبية وشفاعة المسيح هي الضامن للمؤمن الحقيقي لكي لا يخسر خلاصه في اي حال من الاحوال.

الخلاص وصدق المسيح

شهد يوحنا المعمدان عن المسيح قائلا "...الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع. وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس احد يقبلها. ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق" يو3: 32و33. فكل ما قاله المسيح له المجد هو الصدق بكماله. وكل من يقبل شهادة المسيح عن اي شيء تحدث به انما يقبل شهادة الله ويصدق الله. فالمؤمن يمكن ان يهلك اذا غير الله او المسيح اقواله. ولكن حاشا لله والمسيح ان يفعل ذلك. فماذا قال المسيح؟ اننا لا نستطيع في هذه المقالة ان نعدد الكل لاننا نحتاج الى كتب ومجلدات كثيرة، ولكننا نكتفي بعدد من الشواهد من اقوال المسيح، مع العلم ان واحدا منها فقط يكفي لاثبات عدم امكانية هلاك المؤمن الحقيقي.

لا اخرجه خارجا

"كل ما يعطيني الاب فالي يقبل. ومن يقبل الي لا اخرجه خارجا" يو6: 37. من هذه العبارة نفهم ان من يقبل الى المسيح بالايمان الحقيقي لن يخرجه المسيح من دائرة سلطانه مرة اخرى، دون ان يكون هناك شرط لذلك. فهو لا يقول مثلا "ومن يقبل الي لا اخرجه خارجا الا اذا حدث كذا وكذا...". بل على العكس من ذلك تماما. فهو يتابع كلامه لتأكيد عدم هلاك المؤمن الحقيقي تحت اي ظرف من الظروف بالقول "وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا بل اقيمه في اليوم الاخير. لان هذه مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير" يو6: 39و40. وهنا نشير الى ان المؤمن هو عطية الله الآب للمسيح. فهل يمكن ان الله له المجد يخدع بانسان يدعي الايمان فيقدمه الى الابن كعطية مطهرة ومقدسة؟ حاشا لله. فالمسيح قال "لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الآب الذي ارسلني وانا اقيمه في اليوم الاخير" يو6: 44. وهل يمكن ان الابن يتلف ويهلك اي مؤمن اعطاه اياه الله الآب؟ حاشا لاسمه. فهو الصادق الامين الذي قال "لا اتلف منه شيئا". فكيف يمكن ان يهلك المؤمن اذا؟ ربما يقول قائل انه اذا انكر المؤمن الله "مرتدا عن ايمانه" فان الله يعود فيهلكه. الا ان هذا القول لا نصيب له من الصحة، لانه في هذه الحال يكون هذا الشخص واحدا من اثنين لا ثالث لهما: اما انه كان مدعيا الايمان، وفي وقت من الاوقات ظهر على حقيقته، ما يعني انه لم يكن مخلصا في الاصل ولم يكن ابنا لله ولا في اي لحظة من اللحظات، اما انه مؤمن حقيقي مولود من روح الله، وقد ضعف ايمانه لسبب او لآخر، وفي هذه الحالة ينطبق عليه ما ذكرناه عن المعاملات الالهية الشفاعية والتأديبية لاولاده الحقيقيين، حيث لا مجال لهلاكهم على الاطلاق.

لا يأتي الى دينونة

"الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة" يو5: 24. فالمسيح هنا يؤكد بلا شروط ان المؤمن الحقيقي لا يأتي الى دينونة. فكيف يدان المؤمن بعد ان حمل المسيح الدينونة بالنيابة عنه على الصليب؟ هل ان خطة الله الازلية التي اعدها لخلاص الناس وتمجيد شخصه العظيم المبارك هشة الى هذا الحد، حتى ان المؤمن الحقيقي يعود فيهلك لاي سبب؟ وهل ان الله ليس بعادل حتى يعود ويأخذ حساب الخطية من المؤمن مرة ثانية بعد ان دفع المسيح حسابها بموته على الصليب؟ حاشا له "ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم" 1يو1: 9. فلو ان الله لم يقبل بالثمن الذي دفعه المسيح بموته على الصليب كأجرة خطايانا، لكان المسيح له المجد بقي في القبر ولم يقم من بين الاموات. ولكن قيامة المسيح المجيدة الظافرة اثبتت بما لا يقبل الجدل ان الله قبل اجرة الخطية التي هي موت (رو6: 23)، ما يعني خلاص كل من يؤمن بالمسيح ربا وفاديا من عقوبة الخطية ودينونتها الى الابد "لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" يو3: 17و18. هذا يقودنا للتأمل في ما طلبه الرب من الآب في صلاته الشفاعية في المؤمنين قبل ذهابه الى الصليب ومغادرته العالم بالجسد.

لم يهلك منهم احد

"...ايها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن. حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك. الذين اعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب. لست اسأل ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير" يو17: 11-15. فالمؤمنون الحقيقيون محفوظون في اسم الله لئلا يهلكوا مجددا، وذلك استجابة لطلبة المسيح منه ان يحفظهم من الشرير. وهذه الاستجابة كانت وستبقى سارية المفعول، ولا يمكن لاي شيء ان يعطلها لانها امر خاص متعلق بالآب وابنه. فكل ما طلبه المسيح من الاب تمت استجابته، لان الله سر بالمسيح كالانسان الكامل الذي لم يكن يطلب الا ما يتوافق مع مشيئة الله ويمجد الله تماما. وليس للمؤمن دور في هذا لا من قريب ولا من بعيد. كما ان المسيح يؤكد في قوله هذا انه حفظ المؤمنين به في الوقت الذي كان معهم على الارض، على رغم ضعف ايمانهم الذي ظهر في مناسبات عديدة. الا ان ابن الهلاك قد هلك فعلا الذي هو يهوذا الاسخريوطي. ولا يجب ان نفهم هنا ان يهوذا كان مؤمنا لكونه احد تلاميذ المسيح، لكنه انكر سيده وباعه بثلاثين من الفضة فخسر خلاصه وهلك مجددا. فالمسيح اكد ان يهوذا هو "ابن الهلاك" اي انه لم يكن طوال عمره خارج هذه الدائرة. فهو لم يكن يؤمن بالمسيح كالرب والفادي والمخلص ابدا، وبالتالي لم يكن حاصلا على نعمة الخلاص ليعود فيخسره. وقد اشرنا سابقا الى بطرس وكيف تشفع فيه المسيح حتى قبل انكاره اياه لانه كان مؤمنا حقيقيا. اما عن حفظ الله للمؤمنين من الهلاك بقدرته، فهي الحقيقة التي لولاها لما كانت هناك اية امكانية لثبات اي مؤمن تجاه اي تجربة قد يتعرض لها. وقد ترنم الرسول بولس بذلك فقال "...لانني عالم بمن آمنت وموقن انه قادر ان يحفظ وديعتي الى ذلك اليوم" 2تي1: 12. كما ان هذه الحقيقة كانت من ضمن التعاليم التي علم بها الرسل لتشجيع المؤمنين وتثبيتهم في الايمان عند التجارب كما يقول الرسول بطرس "انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير. الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة" 1بط1: 5و6 وهذا الامر تحدث عنه يهوذا بالوحي المقدس ايضا "...الى المدعوين المقدسين في الله الآب والمحفوظين ليسوع المسيح...والقادر ان يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم امام مجده بلا عيب في الابتهاج، الاله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن والى كل الدهور. آمين" يه1و24و25. وقديما قال المرنم "لان الرب يحب الحق ولا يتخلى عن اتقيائه. الى الابد يحفظون. اما نسل الاشرار فينقطع" مز37: 28. هذا يقودنا للتأمل في شهادة رابعة من اقوال ربنا يسوع المسيح الصادقة لتأكيد عدم هلاك المؤمن الحقيقي.

لا يخطفها احد من يدي

"خرافي تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني. وانا اعطيها حياة ابدية. ولن تهلك الى الابد. ولا يخطفها احد من يدي. ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل. ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي. انا والآب واحد" يو10: 27-30. يوجد في هذا الاعلان المجيد اكثر من دليل على ثبات وديمومة خلاص المؤمن الحقيقي. فبالاضافة الى ان المؤمن اصبح واحدا من خراف المسيح الخاصة بعدما كان عبدا لابليس وابنا للهلاك، وقد نال من المسيح حياة ابدية وليست وقتية، يؤكد الرب هنا ان المؤمن لن يهلك الى الابد. وهذا قول قاطع لا يحتمل الاجتهاد في تفسيره بغير معناه المباشر والصحيح. فلم يضع الرب شرطا لعدم هلاك المؤمن، بل قال فقط انه "لن يهلك الى الابد"، على رغم معرفته كالعالم بكل شيء بان المؤمن معرض للسقوط في الخطايا طالما هو موجود في الجسد على الارض. واضاف المسيح تأكيدا على تأكيده عدم امكانية هلاك المؤمن الى الابد انه قال و"لا يخطفها احد من يدي". فالشيطان هو المخلوق الوحيد الذي يملك القدرة المؤثرة على مجريات حياة الانسان وابديته. ولكن ماذا صنع المسيح لانقاذ الانسان من سلطان الشيطان؟ يقول الوحي المقدس "واذ كنتم امواتا في الخطايا وغلف جسدكم، احياكم معه (اي المسيح) مسامحا لكم بجميع الخطايا، اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضدا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب، اذ جرد الرياسات والسلاطين، اشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه" كو2: 13-15. ففي صليب المسيح تمت الغلبة على الشيطان، والرب اعتق المؤمنين من عبودية ابليس القاسية كما هو مكتوب "فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم والدم اشترك هو (اي المسيح) ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس، ويعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية" عب2: 14و51. فالانتصار الكامل على الشيطان، والذي تم في صليب ربنا يسوع هو الترجمة الفعلية لما قاله الرب مرة "حينما يحفظ القوي (اي الشيطان) داره متسلحا تكون امواله في امان. ولكن متى جاء من هو اقوى منه (اي المسيح) فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه" لو11: 21و22. فبعدما انقذنا الرب من يد الشيطان، غالبا اياه ونازعا سلاحه الكامل الذي كان يستعمله ضدنا، هل نظن ان الشيطان المغلوب والمجرد من رياسته وسلطانه على المؤمنين، يستطيع ان يغلب المسيح مرة جديدة ويخطفنا من يده؟ يا لجهالة هذا الفكر. واكثر من ذلك، يضيف الرب تأكيدا على تأكيداته السابقة عدم امكانية هلاك المؤمن انه قال "ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل". حقا ان اللسان يعجز عن وصف روعة هذه الحقائق المجيدة المباركة. فكل عظمة الله وقدرته وجبروته له المجد يوظفها الان لحفظ المؤمنين من الهلاك. فالذي خلق الاكوان ويحفظها بكلمة قدرته، هو الهنا المحب الذي فدى نفوسنا من الهلاك الابدي ليجعلنا خاصة له، وهو يسير معنا ويحملنا على الاذرع الابدية لكي يصل بنا الى بيته الابدي سالمين وكاملين في شخص ابنه الحبيب يسوع. ويضيف الرب تأكيدا على تأكيداته السابقة بالنسبة لضمان مركز المؤمن كمفدي قائلا "ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي" فمن يقدر ان يمس المؤمن الحقيقي وينتزعه من يد الاب؟ ان مجرد التفكير في امكانية حدوث هذا هو الجنون بعينه. الم يقل الكتاب عن الله "الاله القديم ملجأ والاذرع الابدية من تحت..." تث33: 27. فهل يفقد الله له المجد قدرته على حماية المؤمنين من كل ما ومن يتوجس بهم شرا؟ حاشا له ان يتراجع عن امانته في الوقت الذي يحتاج فيه المؤمن الى الحماية والعون امام قساوة الشيطان والخطية والجسد والعالم. فامام هذه الحقائق الرائعة والضمانات المضاعفة التي تملأ النفس بالسلام والفرح واليقين، لا يسع المؤمن الا ان يهتف منشدا مع الرسول بولس "ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين..." 2كو2: 14.

ادمون الآغا

 

 Print   
 علق على الموضوع Minimize
  Add Comment



Submit Comment
  View Comments
No comment.
 Print   
طلبة صلاة | اسئلة القراء | الحق يحرر | الصفحة الرئيسية
Privacy Statement | Terms Of Use
Copyright 2007 by alhaqyoharer.com