28 آذار, 2024
Login  | 
 
You are here :: Q&A26
 ماذا يعني تعبير"الولادة الروحية"؟ Minimize

الولادة الروحية هي احدى الحقائق المهمة التي تسير جنبا الى جنب مع باقي التعاليم المسيحية، كتجسد المسيح وموته وقيامته وغيرها الكثير، ما يشكل معا جوهر الحق المسيحي الواحد.

وقد تحدث الرب يسوع اثناء وجوده بالجسد في العالم عن ضرورة ولزوم الولادة الروحية للخلاص، ولا سيما مع نيقوديموس، احد رؤساء اليهود الدينيين، اذ قال له "...الحق الحق أقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت لله...لا تتعجب أني قلت لك ينبغي ان تولدوا من فوق". يوحنا 3: 3 و7.

لماذا الولادة الروحية؟

الولادة الروحية لازمة لان الانسان الطبيعي هو من الناحية الادبية والروحية ميت في الذنوب والخطايا، ويحتاج الى حياة جديدة تتوافق مع طبيعة الله القدوس المنزه عن الخطية، لكي يصبح بالامكان اقامة الشركة والعلاقة معه. وهذا الموت بشقيه الجسدي والروحي كان نتيجة عصيان ابينا آدم لوصية الله في جنة عدن "واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لانك يوم تأكل منها موتا تموت" تكوين2 : 17. ومع ان الله لم يوقع للحال قصاص الموت جسديا على آدم وحواء بعد اكلهما من الشجرة المحرمة، اذ نقرأ ان آدم مات بعد تسعمئة وثلاثين سنة من العمر، فان الحقيقة المرة هي ان آدم وحواء ماتا روحيا منذ تلك اللحظة، اذ ان الخطية التي ارتكباها فصلت عرى العلاقة والشركة التي كانت تجمعهما مع الله القدوس الذي طردهما من محضره المقدس الى خارج الجنة.

هل كل البشر يحتاجون الى الولادة الروحية؟

الكتاب المقدس يعلمنا ان آدم أورث نسله، اي كل الجنس البشري، نتائج الخطية التي ارتكبها، اي الموت الجسدي والروحي والطبيعة الشريرة، كما هو مكتوب "من اجل ذلك، كأنما بانسان واحد (اي آدم) دخلت الخطية الى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ أخطأ الجميع" رومية5: 12. وعليه، فقد اصبح الانسان يحتاج الى الولادة الجديدة او القيامة الروحية التي تؤهله لاعادة الشركة المقطوعة مع الله بسبب الخطية، لانه بالولادة الجسدية فقط لا يستطيع احد ان يرضي الله ولا ان يقيم معه الشركة الحبية لان "الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا" يوحنا4: 24. ومن هنا نفهم قول الرب لنيقوديموس "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" يوحنا3: 6. وقد شرح الرسول بولس هذه الحقيقة بالقول "لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لان اهتمام الجسد هو عداوة لله اذ ليس هو خاضعا لناموس الله، لانه ايضا لا يستطيع. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا الله" رومية8: 6-8. والمقصود بالجسد هو طبيعتنا الساقطة الفاسدة التي لا يمكن تغييرها او اصلاحها او كبح جماح ميولها الشريرة وشهواتها مهما تشربت مبادىء الفضيلة والقوانين الاخلاقية والادبية السامية.

ما هي الولادة الروحية؟

الولادة الروحية ليست هي تحسين الطبيعة القديمة او تهذيبها، بل هي عملية خلق طبيعة جديدة في كيان الانسان لم تكن موجودة فيه سابقا. وهذه الطبيعة الجديدة لا تخلق بواسطة عمل بشري، انما هي انسكاب روح الله في قلوب المؤمنين تحقيقا لوعد الرب "وانا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه ولا يعرفه. واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم"يوحنا14: 16و17. وقد تمت الولادة الروحية للبشر لاول مرة بحسب الوعد السابق في اليوم الخمسين بعد قيامة الرب يسوع من بين الاموات اذ نقرأ "وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ البيت حيث كانوا جالسين... وامتلأ الجميع من الروح القدس..." اعمال الرسل2: 2و4. والرب اوضح كيفية الولادة بقوله "...ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله"يوحنا3: 5. فروح الله القدوس، عاملا من خلال الكلمة الحية في الكتاب المقدس، هو العنصر الجديد الذي يحل في قلب الانسان عند ايمانه بالمسيح ربا ومخلصا من الخطية التي كانت سببا لموته الروحي. وهكذا يحصل الانسان على الولادة الجديدة والحياة الجديدة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، ما هي علاقة الماء بالولادة الروحية؟

الماء في الكتاب المقدس يشير الى كلمة الله نفسها من حيث فعلها في ارواء واحياء النفوس العطشى، ودورها في عملية الغسل والتطهير، كما قال الرسول بولس "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه، لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا" تيطس3: 4-6. وقد وبخ الرب نيقوديموس الذي كان معلما للناموس لانه لم يفهم القصد عندما حدثه عن الولادة بالماء والروح قائلا له "...انت معلم اسرائيل ولست تعلم هذا؟" يوحنا3: 10، اذ ان الرب تحدث عن الولادة الروحية في العهد القديم بقوله للشعب عن مستقبل الامة "وارش عليكم ماء طاهرا فتطهرون من كل نجاساتكم...واعطيكم قلبا جديدا واجعل روحا جديدة في داخلكم...واجعل روحي في داخلكم..." حزقيال36: 25-27. فقد كان حريا بنيقوديموس ان يفهم قصد الرب الذي تكلم في العهد القديم ايضا بصراحة عن كلمة الله التي تلد مشبها اياها بالماء "لانه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان الى هناك بل يرويان الارض ويجعلانها تلد...هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي..."اشعياء55: 10و11. فالولادة الروحية تتم عندما يؤمن الانسان بالمسيح المخلص نتيجة تفاعل كلمة الله بعمل الروح القدس (الماء والروح) في نفسه، كما قال الرب "الروح هو الذي يحيي اما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة" يوحنا6: 63. وهذه الحقيقة تحدث عنها ثلاثة من كتبة العهد الجديد بالوحي المقدس. فيقول يعقوب "...ابي الانوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" يعقوب1: 17و18. ويقول الرسول بطرس "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى، بكلمة الله الحية الباقية الى الابد" بطرس الاولى1: 23. ويقول الرسول بولس "...لاني انا ولدتكم في المسيح يسوع بالانجيل" كورنثوس الاولى4: 15. وقد تحدث الرب صراحة عن هذه النقطة بقوله "لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله، لانه ليس بكيل يعطي الله الروح" يوحنا3: 34. ولنا في كلمة الله امثلة عملية عن كيفية الولادة الروحية نتيجة الايمان بالكلمة، كما في حادثة تجديد قائد المئة الايطالي كرنيليوس والذين معه عندما كان بطرس الرسول يبشرهم بالمسيح حيث نقرأ "فبينما بطرس يتكلم بهذه الامور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة" اعمال الرسل10: 44. وفي معرض حديثه عن هذه الحادثة يقول الرسول بطرس "فلما ابتدأت اتكلم حل الروح القدس عليهم كما علينا ايضا في البداءة، فتذكرت كلام الرب كيف قال ان يوحنا عمد بماء واما انتم فستعمدون بالروح القدس" اعمال الرسل11: 15و16.

من كل ما سبق نفهم ان الولادة الروحية هي بكل بساطة انسكاب روح الله القدوس في قلب كل من يؤمن بالمسيح ربا ومخلصا "كل من يؤمن ان يسوع هو المسيح فقد ولد من الله. وكل من يحب الوالد يحب المولود منه ايضا" يوحنا الاولى5: 1. وهذه الولادة هي من اعمال الرحمة التي اظهرها الله للانسان البائس اليائس المقطوع الرجاء كما قال الرسول بطرس "مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات" بطرس الاولى1: 3. والولادة الروحية لا تتم الا بقبول الانسان اراديا الايمان بالمسيح يسوع كالرب والمخلص كما هو مكتوب "واما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" يوحنا1: 12و13. ذلك لان الايمان هو الشرط الذي وضعه الرب للناس كي يمنحهم الروح القدس كما قال هو بفمه المبارك "...ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح القدس الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه. لان الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد، لان يسوع لم يكن قد مجد بعد" يوحنا7: 37-39. وفي معرض حديثه عن كيفية الولادة قال الرب لنيقوديموس "الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من اين تأتي ولا الى اين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح" يوحنا3: 18. ومن كلام الرب هذا نفهم ان الولادة الروحية هي عمل روحي سري يجري في النفس البشرية، ولكن نتائجه تظهر من خلال ما نراه من تغيرات تطرأ على الحياة العملية للمولود من الله، تماما كما نسمع صوت الريح ونرى الاشجار تتمايل بسببها، مع اننا لا نراها بالعين المجردة. كما اننا لا نعلم من اين تأتي ولا الى اين تذهب لان الولادة الروحية مصدرها السماء وليست عملا جسديا يمكن ان ندركه او نتحكم فيه.

ما هي براهين الولادة الجديدة؟

لكون الولادة الروحية هي سكن روح الله القدوس في المؤمنين، فهذا يعني ان المؤمنين اصبحوا، بحسب تعبير الكتاب المقدس، شركاء الطبيعة الالهية "...قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة" بطرس الثانية1: 4. لذلك، فان الروح القدس الذي اصبح يسكن في المؤمن، ينشىء فيه رغبات جديدة مقدسة لم تكن موجودة في الطبيعة القديمة الشريرة. وعليه فالمؤمن اصبح يمتلك روحيا طاقة حقيقية جديدة تساعده على السلوك الذي يرضي الله ويمجده، الامر الذي لم يكن ممكنا قبل الولادة الروحية. ومن الدلائل على صحة الولادة الروحية لشخص معين هي:

1- اصبح يرغب في حياة البر "ان علمتم انه بار هو، فاعلموا ان كل من يصنع البر مولود منه" يوحنا الاولى2: 29.

2- بات لا يمارس الخطية كشيء معتاد في حياته اليومية "كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لان زرعه يثبت فيه ولا يستطيع ان يخطىء لانه مولود من الله. بهذا اولاد الله ظاهرون واولاد ابليس..." يوحنا الاولى3: 9و10. "نعلم ان كل من ولد من الله لا يخطىء. بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه" يوحنا الاولى5: 18.

3- انعكاس محبة الله فيه نحو الاخرين "ايها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله. وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله. ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة" يوحنا الاولى4: 7و8.

4- مقاومته للشر وسيره في العالم بعكس التيار الذي يسير فيه غير المؤمنين من اهل العالم "لان كل من ولد من الله يغلب العالم. وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا. من هو الذي يغلب العالم الا الذي يؤمن ان يسوع هو ابن الله" يوحنا الاولى5: 4و5.

ثمار الجسد وثمر الروح

وهنا لا بد ان نتوسع قليلا حول ما سبق ذكره بالنسبة للجسد والروح في المؤمن. فالكتاب المقدس يعلمنا ان المؤمن يحتوي في داخله على طبيعتين مضادتين لبعضهما البعض. فحلول الروح القدس في المؤمن لا يلغي الطبيعة الساقطة وشهوات الجسد التي فيه. لذلك فهو مدعو للسهر والجهاد بشدة روحيا ضد اعمال الجسد كما يقول الكتاب "وانما اقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون. ولكن اذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس. واعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف...ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات. ان كنا نعيش بالروح فلنسلك ايضا بحسب الروح" غلاطية5: 16-25. وعليه، فان كل من يعيش في الخطية كشيء عادي ولا يقاومها او يحزن بشدة في حال الوقوع فيها، ثم يقول انه من اهل الايمان، فهذا لا يعدو كونه مدعيا ولا علاقة له مع الله لا من قريب ولا من بعيد "واما انتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله ساكنا فيكم. ولكن ان كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له... فاذا ايها الاخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون. لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله" رومية8: 12-14.

الولادة الروحية: تسميات اخرى

ورد سابقا ان الولادة الروحية هي انسكاب روح الله في قلب المؤمن بالمسيح يسوع ربا ومخلصا. واعطاء الروح القدس للمؤمنين هو بمثابة ختم الهي يؤكد ثبات مركز المؤمن كمخلص ومفدي، لكونه اصبح في نظر العزة الالهية شخصا شريكا للطبيعة الالهية كما نقرأ "ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله. الذي ختمنا ايضا واعطى عربون الروح في قلوبنا" كورنثوس الثانية1: 21و22. "...المسيح، الذي فيه ايضا انتم اذ سمعتم كلمة الحق انجيل خلاصكم، الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى (اي الى حين فداء الجسد في القيامة) لمدح مجده" افسس1: 12-14. وهذا الختم هو ما يسميه الرسول يوحنا المسحة "واما انتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء...واما انتم فالمسحة التي اخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم الى ان يعلمكم احد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء. وهي حق وليست كذبا. كما علمتكم تثبتون فيه" يوحنا الاولى2: 20و27.

بعض الايات التي تتحدث عن الولادة الروحية
"بهذا نعرف اننا نثبت فيه وهو فينا انه قد اعطانا من روحه" يوحنا الاولى4: 13.
"ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه. وبهذا نعرف انه يثبت فينا من الروح الذي اعطانا" يوحنا الاولى3: 24.
"ثم بما انكم ابناء ارسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخا يا ابا الاب" غلاطية4: 6.
"اذا من يرذل لا يرذل انسانا بل الله الذي اعطانا ايضا روحه القدوس" تسالونيكي الاولى4: 8.
"ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله" كورنثوس الاولى2: 12.
"اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" كورنثوس الاولى3: 16
"ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم" كورنثوس الاولى6: 19.

"واية موافقة لهيكل الله مع الاوثان. فانكم انتم هيكل الله الحي كما قال الله اني سأسكن فيهم واسير بينهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا" كورنثوس الثانية6: 16.

ادمون الآغا

 

 Print   
 علق على الموضوع Minimize
  Add Comment



Submit Comment
  View Comments
No comment.
 Print   
طلبة صلاة | اسئلة القراء | الحق يحرر | الصفحة الرئيسية
Privacy Statement | Terms Of Use
Copyright 2007 by alhaqyoharer.com